السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حلاوة وفضل النية في الأعمال.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد
قوله : ( الأعمال بالنيات ) :
والمقصود من هذه النية تمييز العادات عن العبادات وتمييز العبادات بعضها عن بعض ،
تمييز العادات عن العبادات :
مثاله : *الرجل يأكل الطعام شهوةً.
*والرجل الآخر يأكل الطعام امتثالاً لأمر الله في قوله : {وكلوا واشربوا} ،
صار أكل الثاني عبادة وأكل الأول عادة ،
ثانياً :*الرجل يسبح بالماء تبرداً
*والثاني يسبح بالماء للغسل من الجنابة ،
الأول عادة والثاني عبادة،
ولهذا لو كان على الإنسان جنابة ثم انغمس في الماء للتبرد ثم صلى ،هل يجزؤه ذلك أو لا ؟
لا يجزؤه ،لا بد من النية وهو لم ينوِ التعبد وإنما نوى التبرد ،
ولهذا قال بعض أهل العلم : عبادات أهل الغفلة عادات...وعادات أهل اليقظة عبادات،
سبحان الله ,سبحان الله ،
( عبادات أهل الغفلة عادات ) :
يقوم ويغسل ويصلي ويذهب على العادة ،
و (عادات أهل اليقظة عبادات) :
تجده إن أكل يريد امتثال أمر الله يريد إبقاء نفسه يريد ستر عورته يريد التكفف عن الناس يكون عبادة ،
آخر لبس ثوباً جديداً يريد أن يصبغه يريد أن يترفه بثيابه أو يكشخ هذا لا يؤجر،
آخر لبس ثوباً جديداً يريد أن يعرف الناس قدر نعمة الله عليه وأنه غني هذا يؤجر،
في يوم الجمعة لبس أحسن ثيابه لأنها يوم الجمعة ،والثاني لبس أحسن ثيابه تأسياً بالنبي ،
أيهما العبادة ؟
الثاني، وعلى هذا فقس ،
يصلي الإنسان ركعتين أحدهما ينوي بذلك التطوع والثاني ينوي الفريضة ،
تميز العملان أم لا ؟
تميزا ، هذا نفل وهذا واجب ، وعلى هذا فقس ،
إذن القصد تمييز العبادات بعضها عن بعض كالنفل مع الفريضة أو تمييز العادات عن العبادات هذا المقصود بالنية ، النية محلها القلب لا ينطق بها إطلاقاً ، لأن تتعبد لمن { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } ، لست تعمل لإنسان حتى تقول : عملت هذا لك ، تعمل لله عز وجل ، ولهذا لم ينطق النبي بالنية أبداً ، والنطق بها بدعة ينهى عنه ، لا سراً ولا جهراً ..
أ . هــ كلامه رحمه الله تعالى .
كيف نحتسب الاجر في كل اعمالنا اليوميه؟
فمثلا عند قراءه هذا المقال نحتسب طلب علم شرعي ورفع الجهل عن نفسي وعن المسلمين وقضاء وقتي فيما يعود عليا بالنفع والتقرب الى الله بجمع الحسنات.
ولا ننسى اجر احتساب النيه الصالحه الذي لا يضيعه الله ابدا حتى وان لم نتكمن من اداء العمل الصالح الذي ننوي القيام به.
وهناك عدة اسباب لكي نعرف لماذا نحتسب النيه:
1-حتى نحقق الغايه التي خلقنا من اجلها (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)
2-الاحتساب مهم جدا لانه سيميز العاده عن العباده.
3-لأنّ جميع الاعمال مربوطه بالنيه قبولا وردا وثواباوعقابا لقول النبي صلى الله عليه واله وسلم (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى).
ماالامور التي تدفعنا للحرص على احتساب الاجرفي اعمالنا كلها؟:
1-سرعة مرور الوقت.
2-موت الفجأه
3-تغير الاحوال من صحه الى مرض ومن شباب الى شيخوخه ومن فراغ الى شغل ....الخ .
4-لأننا نحتاج الى اعمال كثيره نثقل بها الميزان.
5-استشعار التقصير والتفريط في جنب الله (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ).
6-الخوف من الله.
7-الرغبه في حصول الاجر والثواب.
8_ان فرصة العيش في الحياة الدنيا واحده ولن تتكرر.
فوائد الاحتساب
1-دليل كمال الايمان وحسن الاسلام
2-الفوز بالجنه والنجاه من النار.
3-حصول السعاده في الدارين.
4-الاحتساب في الطاعات يجعلها خالصه لوجه الله
5-الاحتساب في المكاره يضاعف اجر الصبر عليها.
6-الاحتساب يبعد صاحبه عن شبهة الرياء ويزيد في ثقته في ربه.
7_الاحتساب في المكاره يدفع الحزن ويجلب السرور ويحول ما يظنه الانسان من نقمه الى نعمه.
8_الاحتساب دليل على الرضا بقضاء الله وقدره.
9-دليل على صحة العبد واستقامته.
10-اتباع الرسول صلى الله عليه واله وسلم.
11- الحب من الناس فانه اذا احبك الله احبك اهل السماء وضع لك القبول على الارض (إن الله ، إذا أحب عبدا ، دعا جبريل فقال : إني أحب فلانا فأحبه . قال فيحبه جبريل . ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلانا فأحبوه . فيحبه أهل السماء . قال ثم يوضع له القبول في الأرض)
12-بالاحتساب نؤدي شكر النعم لأنّ الاحتساب طاعة ومن شكر النعم العمل بالطاعات...(لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ).
13-ان الذي يحتسب الاجر من الله في اعماله لا يتأذّى ولا يتأثر من عدم شكر الناس له.
14-الاحتساب في التروك ترك المعاصي والمحرمات طاعه تثبت القلب وقوي العزيمه لأنّ ترك المعصيه مع القدره عليها يجعلنا نتلذذ (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ).
15- ان المحيط الذي نعيش فيه سيكتسب منك حسن الخلق فنكون هنا قد دعونا عمليا الى الله عز وجل.
16 - من فوائد الاحتساب :
-ادخار الثواب في الاخره والسعاده في الدنيا قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ).
17-إنّ الاحتساب يزيدك رفعه عند الله فقد قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم _( إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله ، إلا ازددت به درجة ورفعة).
18_عندما نعتاد على المداومه على العمل فسنربح مثل اجور اعمالنا عندما لا يمكننا القيام بها لعذر شرعي قال رسول الله _(إذا مرض العبد ، أو سافر ، كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا).
وكذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (أيها الناس احتسبوا أعمالكم .. فإن من احتسب عمله .. كُتب له أجر عمله وأجر حسبته)
هذا وصل الله وسلم على رسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
الشيخ / محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى- في شرح الأربعين النووية